آثار انفعالات الأم في الجنين

تشير التقاليد الشعبية إلى أن تخويف الأم بأرنب يعطيها طفلاً جباناً أو أن كثرة قراءة الأم خلال الحمل يجعل الطفل ذكياً 0 إذ تفترض الأساطير الشعبية أن ما يصيب الأم خلال الحمل يؤثر في الجنين 0 إلا أن العلم الحديث قد حدد بدقة العوامل المؤثرة في نمو الجنين وأنكر صحة الكثير من المعتقدات إن لم نقل جميعها 0 وثمة دليل على أن الضغوط الانفعالية في أثناء الحمل تؤثر في نمو الجنين إذ يرتبط العديد من ضروب النقص العضوي مثل نشوه شكل الأذنين والفراغ الكبير بين إصبعي القدم الأول والثاني وانحناء الإصبع الخامس بالاضطرابات الانفعالية التي تتعرض لها المرأة خلال الحمل أي خلال تشكل البنية العضوية وليست تلك التشوهات وراثية على الرغم من أنها تحدد خلال النمو الجنيني 0 فهي تنجم عن تلف المواد الصبغية وليس عن نقص المورثات المتقابلة ولم يتوصل العلماء حتى الآن إلى كشف كيفية تأثير الضغوط الانفعالية في نمو الجنين وتشوهه ومن جهة ثانية يرتبط الإجهاض التلقائي بالأزمات العاطفية للأم 0 فقد أشارت مختلف الدراسات إلى أن النساء اللواتي يتكرر لديهن الإجهاض يعانين من صراعات نفسية كثيرة وعميقة وأنهن أكثر اتكالية وأقل اهتماماً بالحمل من نظيراتهن اللواتي يضعن بصورة طبيعية ومن الممكن أن يكون الإجهاض التلقائي قد بعث القلق في نفوس تلك النساء حول الحمل اللاحق وبالإضافة إلى ذلك فإن الميل لوضع الأطفال قبل أوانهم يرتبط أيضاً بالحالة الانفعالية للأم 0

وتؤكد الدراسات أن النساء اللواتي يضعن قبل الأوان أكثر تعرضاً للاضطرابات الانفعالية وأكثر اتكالية ولديهن اتجاهات سلبية نحو الحمل من النساء اللواتي يضعن بصورة طبيعية وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن الأمهات اللواتي يعانين من مشاكل انفعالية حادة كالفصام أكثر تعرضاً للتعقيدات المرتبطة بالمرحلة الجنينية من نظيراتهن السويات ومن تلك التعقيدات الإجهاض غير المقصود والولادة المبكرة وعسر الولادة 0

عادات الأم :

إن تدخين الأم من العادات التي نالت أكبر قسط من الدراسة العلمية خلال الخمس عشرة سنة الماضية وقد دلت الأبحاث على قيام علاقة دائمة بين تدخين الأم خلال الحمل وبين انخفاض وزن الوليد إلا أن العامل السببي لا زال غامضاً في تلك الدراسات هذا مع العلم أن خفة وزن الوليد ترتبط عادة بعدد متباين من ضروب النقص العضوي مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين الرضع 0

والمشكلة الأخرى التي تثير الجدل تدور حول الحمية في أثناء الحمل

وهنا ما زالت الأفكار الشعبية القبلية هي السائدة وقد اعتقد من قبل أن تناول أطعمة الدماغ يجعل الطفل ذكياً غير أن ما يجب تذكره بصدد الحمية هو أن الضرر الناجم عن نقص الغذاء يؤذي الأم ويضر بالطفل فإذا نقصت المواد الكلسية من غذاء الحامل عملت العضوية على تجريد عظام الأم من مادة الكلس لتغذية الجنين بها أما في حالات النقص الغذائي الحاد فيمتد الأذى إلأى الرضيع نفسه وينخفض معدل نمو ذكائه لذلك تنصح الأمهات بتناول وجبة متوازنة في عناصرها الغذائية ومدعمة ببعض الفيتامينات والمواد المعدنية وذلك لسد حاجات الجنين منها ويختلف الأطباء بصدد زيادة وزن الأم خلال الحمل وقد سبقت أن نصحت الأمهات أن يقصرن زيادة وزنهن على واحد كغ في الشهر بحيث لا تتجاوز الزيادة 9 كغ خلال فترة الحمل 0 إلا أن هذه النصيحة سرعان ما بدت واهية بسبب الفروق الفردية بين النساء وربما نصحت المرأة حالياً بأن تلزم زيادة وزنها بين حد أدنى قدره 9 كغ وحد أعلى لا يتعدى الـ 12 كغ 0 ومن الواضح أن الاستخدام المعتدل للمواد الكحولية لا يؤذي الجنين قط 0 إلا أن الأذى يأتي في العادة من أمهات يدفعهن إسرافهن في تناول الكحول إلى الامتناع عن تنازل الأطعمة بصورة منتظمة مما يؤذي كلاً من الأم والجنين 0 فيبدو إذن بصدد الطعام والكحول على السواء إن القاعدة الذهبية تكون في الاعتدال 0

» عيد الأم ووجوب إكرام الوالدين !!!